ابراهيم الجعفرى المدير العام
عدد الرسائل : 144 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: (¯`•._ الـــحـــياة..أمـــل _.•´¯) روايــة رومــانسية راااااااااائعة 30th مارس 2008, 7:42 pm | |
| (¯`•._الحيـاة..أمـل _.•´¯)
الجزء 1
مــا ســر نـظراتـك؟ **************
منهمكة في قراءة الكتاب الذي بين يديها، كعادتها، من ينظر إليها يجزم أنها في عالم آخر، لا تحس بمن يمر من أمامها و لا بالأحاديث التي تدور حولها.
اليوم هو السبت، وأمل متعودة في هذا اليوم على زيارة المكتبة،بعد أن تقوم باختيار ما ستقرئه، تغادرها لأنها تعتبر الجو بداخلها كئيب، تخرج لتجلس بالساحة التابعة للمكتبة، تحب أن تبدأ بقراءة أحد الكتب على صوت مياه النافورة التي تتوسط الساحة.
غالبا ما يكون المكان يعج بالأشخاص خصوصا بهذا اليوم، وغالبا ما يكون رواد هذه المكتبة من التلامذة و الطلاب، أي من جيل الشباب. وهذا ما يفسر الضوضاء و الضحكات التي تتعالى من وقت لآخر، فبعض الطلبة يستغلون هذه الساحة لاجتماعاتهم و أحاديثهم فقط.
وهذا ما كان يثير غضب أمل دائما. و كأن المدينة قد خلت من الأماكن التي يمكن لهؤلاء الشباب تبادل قصصهم فيها غير ساحة المكتبة، لذا قد تجد نظراتها أحيانا قد تركت صفحات الكتاب و توجهت لمجموعة من المستهترين كما تحب أن تسميهم، ونظراتها الحادة واضحة جدا، تكاد تنطق بكلمتين: أنتم مزعجون .ثم تعود لتنغمس في عالمها الخاص.
كثير من رواد المكتبة كانوا قد تعودوا على هذه الفتاة، صاحبة الطبع و الملامح الهادئة، التي تزور المكتبة كل يوم سبت، وتجلس في نفس المكان، ونادرا ما تخاطب أحدا.
اليوم وقع اختيار أمل على رواية رومانسية، كانت منسجمة معها كل الانسجام، وعيونها تلتهم الصفحات في نهم شديد.
لكن، هل تعرفون ذلك الإحساس الذي يخبركم أن هناك عيونا تراقبكم، ذلك ما أحست به أمل فرفعت رأسها ببطء..
لتقع عينيها على عيني ذاك الشاب، كان يتمعن فيها بكل اهتمام. وما أثار استغراب أمل أنه لم يرتبك لكونها لاحظت نظراته، بل ابتسم ابتسامة جانبية هادئة، وتبادل كلمتين مع فتاة جالسة معه، ثم عادت نظراته لتتمعنها بنفس الاهتمام.
أحست أمل بارتباك شديد ، فلم تجد غير أن ترجع لروايتها، هاربة من نظرات هذا الشخص الغريبة و المستفزة في نفس الوقت، لكنها لم تستطع التركيز ،وكأنها كانت ترى عينيه على صفحات الرواية ترمقها بنفس الطريقة، عيون سوداء عميقة، تجعلك تبحر رغما عنك في أعماقها..
ابتسمت أمل بسخرية على نفسها وهمهمت بصوت خافت: وما يهمني منه، فلينظر كما يشاء، لم أنا مرتبكة هكذا ..
وقبل أن تعاود محاولة تركيزها فيما تقرأ، أضاءت شاشة هاتفها النقال باتصال، بعد أن رأت اسم صديقتها سلمى ردت بسرعة : ألو .. نعم؟
جاءها صوت سلمى من الطرف الآخر صارخا : أمل..أين أنتِ؟ لا تقولي لي ما زلت بالمكتبة.. ألم نتفق أن تمري علي اليوم..قد أخبرتك بحاجتــي إلى الذهاب لل..
قاطعتها أمل بعد أن غيرت نبرة صوتها قليلا: لحظة، لحظة يا آنسة.. بمن تتصلين؟؟
ردت سلمى بتردد: ألستِ أمل؟
حاولت أمل أن تكتم ضحكتها و هي ترد: من الممكن أن أكون أمل في حالة واحدة، وهي أن لا تصرخي و أنت تتحدثين معي، آلمتني أذني من حدة صراخك..
زادت حدة صراخ سلمى وقالت بغضب: كم أنت سخيفة.. أولا نسيتِ موعدك معي، ثانيا تستظرفين نفسك..أمل يا سخيفة أنا أنتظرك في منزلي أين أنت؟
ضحكت أمل على انفعال صديقتها، هي دائما تجعلها تنفعل وتستمتع بهذا كثيرا.
سلمى: وتضحكين أيضا..حسنا سيكون لي معك حديث طويل، لكن بعد أن تسرعي فأنا أنتظرك و أتوقع أن تكوني عندي في أقل من ربع ساعة..
توقفت أمل عن الضحك كي لا تثير غضب صديقتها أكثر و ردت: أنا لازلت بالمكتبة، ولن أستطيع الوصول لمنزلك في ربع ساعة، أنت من تستظرف نفسها الآن.
سلمى ولا زال صوتها يحمل نبرة غضب : لا أدري لما أحتملك و لم أنت بالذات صديقتي
أمل : لأنني محبوبة و أنت لا تستطيعين غير مصادقتي.
سلمى: أقسم أنك سخيفة..سأمر عليك بالمكتبة بعد قليل، سأطلب من سامي إيصالي بسيارته، ولربما يوافق على إيصالنا معا لوسط المدينة ..
أمل:لا يا سلمى، إلا أخوك سامي، لست في حالة تسمح لي باحتمال كلماته المزعجة و لا الشجار معه.
سلمى وهي تكاد تنفجر: أمل..أنت أساسا السبب في أنني سأرجوه الآن ليوصلني إليك، و أنت تعلمين أنه سيستغل الفرصة لإذلالي، ثم لست أملك الوقت لأنتظرك حتى تمري علي بالمنزل، و لا أن أنتظر سيارة أجرة توصلني إليك، وأنا بحاجة لأشياء كثيرة علي أن أشتريها اليوم، وقد وعدتني أننا سنتسوق اليوم، فكما ترين أنت المخطئة، لذا من الأفضل أن تصمتي و تنتظريني حيث أنت..واضح؟؟؟
ردت عليها أمل وهي تمثل الخوف: حسنا..أرعبتني.. سأنتظرك لكن أرجوك لا تتأخري،
ورمت بنظرة خاطفة إلي حيث يجلس ذاك الشاب، وجدته منشغلا بالحديث مع مجموعة من الفتيات، ثم أكملت: لا أود البقاء هنا طويلا..
ضحكت سلمى أخيرا وقالت: أمل لا تود البقاء طويلا في المكتبة.. يا سبحان الله. حسنا سأتركك الآن ولن أتأخر.
وضعت أمل الهاتف في حقيبتها و عادت تنظر لذاك الشاب، ليست هذه هي أول مرة تراه فيها، هو أيضا من رواد المكتبة الدائمين.
و إن كان واضحا أن أسباب مجيئه هنا تختلف عن أسبابها، ابتسمت بسخرية وهي ترى تلك المجموعة من الفتيات التي تلتف حوله، ويبدو على كل واحدة منهن استمتاعها بالحديث معه، ولم تخف عليها نظرات الإعجاب بعيونهن. مما جعلها تتساءل عن سبب هذا الاستمتاع، أتراه حديثه المهم و المشوق كما يظهر، أو مظهره الجذاب. انتبهت أمل لنفسها و أوقفت أفكارها وهي تستعجب اهتمامها المفاجئ به، صحيح هو شخصية من الصعب عدم ملاحظتها، وذلك لمظهره الجذاب و الأنيق، لكنها تراه دائما هنا، وكانت قد لاحظت أنه غالبا ما يكون محاطا بمجموعة من الفتيات لا يتغير أفرادها تقريبا، بالإضافة إلى شاب آخر،حاول مرة أن يحادثها لكنها لم تعطه اهتماما. هي لم تهتم لهم جميعا من قبل، من المؤكد أن طريقة نظره إليها اليوم، هي السبب في أفكارها و تساؤلاتها حوله. إذا فلا مبرر للتعجب ،الموضوع طبيعي و عادي جدا..
***************
منذ أن صعدت أمل السيارة، و سلمى لم تنطق بحرف واحد، كانت تتابع الطريق من النافذة بوجوم، وأمل كانت تنظر إليها و هي مبتسمة، و لم تحاول الحديث معها، لأنها تعلم أن سلمى هي من ستضيق ذرعا من الصمت، وستتحدث بعد دقائق.
لكن سامي هو من تحدث حين لاحظ الصمت المخيم على أخته و صديقتها:
- ما بكما.. من الغريب أن تكونا معا و تلزما الصمت، هل وقعت مشكلة بينكما أم ماذا؟
سلمى لم تهتم بعبارته، أما أمل فرمقته ببراءة مصطنعة وكأنها تقول:ليست هناك أي مشكلة بالنسبة لي. ضحك سامي على رد أمل الصامت وهو يقول:
- من فضلك هذه النظرات البريئة وفريها لغيري، فهي لا تخدعني يا أمل، قولي لي ماذا فعلت لأختي؟
ردت أمل باستنكار: أنا؟؟ أبدا ،لم أفعل شيئا !!
وأخيرا نطقت سلمى وهي تصرخ بوجه أمل :
- لم تفعلي شيئا غير أنك نسيتي أو تناسيتي أني طلبت منك أن لا تذهبي اليوم لتلك المكتبة، و أني بحاجه إليك لنتسوق معا، وقد وافقت، و اتصلت بك أمس ليلا لأذكرك لكن..
قاطعتها أمل: - نعم أعلم، لكن قلت سأذهب لأحضر بعض الكتب ثم أمر عليك، لا أدري كيف داهمني الوقت حتى وجدتك تتصلين بي.
قال سامي ضاحكا: - لو طلبت رأيي يا سلمى هذا ليس عذرا، صديقتك هذه لا تعيرك أي اهتمام وتفضل عليك الكتب..
رمته أمل بنظرات حانقة وهي تقول:- من فضلك، لم يطلب منك أحد التدخل أو إبداء الرأي..
هز سامي كتفيه وقال بلامبالاة :- أنا لم أخاطبكِ، أنا أبدي رأيي لأختي العزيزة وليس لك.
تجاهلت أمل عبارته وعادت تبتسم ببراءة لصديقتها وهي تقول: - حسنا يا سلمى كيف تودين أن أكفر عن هذا الخطأ الكبير، الذي اقترفته في حق صديقتي ؟
ردت سلمى ببرود وكأنها لم تتأثر بأسلوب أمل في الحديث : - ما يزعج أكثر أني لم أسمع منك حتى كلمة آسفة للآن.
ضحكت أمل على صديقتها وهي تقول:- آسفة..آسفة..آسفة
بدأ شبح الابتسامة يظهر على شفتي سلمى لكنها حاولت الاحتفاظ ببرودها وقالت : لا يكفي.
أمل: وما الذي سيكفي إذا؟
ابتسمت سلمى ابتسامة عريضة و هي تشير لخدها، فاقتربت منها أمل ضاحكة و عانقتها ثم طبعت قبلة على خدها.
استدار سامي إليهما قائلا : ستلتهمين أختي، أتركيها و شأنها...
ردت أمل بحنق: أتركنا أنت وشأننا و استدر و أنظر أمامك ستتسبب لنا في حادثة،أو على الأقل أوصلنا لمبتغانا، ثم تسبب فيما تريد من حوادث لنفسك.
لم تكد تنهي عبارتها حتى توقفت السيارة فجأة جعلتها تهتز بقوة في مكانها، وقبل أن تنطق بكلمة، وجدت سامي يفتح باب السيارة أمامها قائلا ببرود شديد : وها قد وصلتي..
ثم استدار لأخته وأكمل: لا تتأخري يا سلمى، فلن آتي لأصطحبكما إن تأخرتما ولم تجدا سيارة أجرة، مفهوم؟
ردت سلمى وهي مازالت أيضا مصدومة من طريقة توقفه بالسيارة: أولا لم يكن عليك أن تتوقف بهذا الشكل.. أرعبتني ، ثانيا أنت وهذه السخيفة- و أشارت لأمل- تتصرفان كالأطفال، و أظنه حان الوقت لتغيرا طريقة التعامل هذه، ثالثا قد أخبرت أمي أني لربما أتأخر، ولا تخشى شيئا لن أتصل بك لتصطحبنا، سنتدبر أمرنا.
فور أن نزلت الفتاتان من السيارة، انطلق سامي بها بسرعة مخيفة، جعلت كل من في الشارع يتابعه بذهول وهو يبتعد.
قالت سلمى و هي تمسك بيد أمل و تجذبها ناحية محل للملابس: لا أدري ما يحدث له أحيانا يتصرف بجنون ردت أمل ساخرة: أحيانا ؟ !! أخوك هذا.. الجنون صفة ملازمة له..
سلمى : لا أدري، ولكن عليكما أن تغيرا أسلوب حديثكما معا، تتصرفان فعلا كالأطفال.
ردت أمل بملل متعمد لتقفل الحديث بهذا الموضوع : دعينا من هذا الكلام، فليس الأمر بيدي، هو من يجعلني أتحدث بهذه الطريقة بتصرفاته و كلماته المستفزة.
**********
في هذه الأثناء كان سامي قد توقف بالسيارة على جانب أحد الشوارع، فقد شعر بضيق شديد ، كانت كلمات أمل تترد في ذهنه : أتركنا أنت وشأننا و استدر و أنظر أمامك ستتسبب لنا في حادثة، أو على الأقل أوصلنا لمبتغانا ثم تسبب فيما تريد من حوادث لنفسك.
كان يتساءل لم كلماتها جعلته يتضايق لهذه الدرجة، أ لأنها تعبر عن عدم خوفها عليه و اهتمامها به، ولم يتضايق من هذا؟ هذا الأمر معروف ومعلوم لديه.
أمل انتقلت للسكن بحيه وهي بنت العشر سنوات، وفور وصولها أصبحت هي و أخته صديقات، بل علاقتهما تتعدى الصادقة بكثير، هما كالأختين تماما.
حتى والديه ووالدي أمل أصبحت تجمعهم علاقة وطيدة،تحولت العائلتين تقريبا لعائلة واحدة، و أمل كان تقضي أغلب أوقاتها بمنزلهم ،لأنه يحتوي على حديقة واسعة تسمح لهم باللعب بحرية، ابتسم سامي وهو يتذكر كل الأحداث التي جرت بتلك الحديقة وهم صغار، هو يكبر أمل و سلمى بثلاث سنوات، لكنه كان يفضل اللعب معهما على اللعب مع أولاد حيه، بالأحرى ليس اللعب معهما لكن مضايقتهما باستمرار، وخصوصا أمل، كان لا يفارقها،كظلها تماما. ويتفنن في طرق مضايقتها و إخافتها فيجعلها تبكي دائما، ودائما ما كان يتلقى التأنيب و العقاب من والديه ليتوقف عن مضايقتها، لكنه لم يتوقف أبدا، ولليوم لم يتوقف..
أدار سامي محرك السيارة ثم انطلق عائدا لمنزله، والابتسامة لم تفارقه وهو يحدث نفسه : نعم لازلت سامي الصغير الذي يحب مضايقة أمل ورؤية دموعها، صحيح هي أصبحت فتاة قوية، لم تعد تلك الطفلة الضعيفة، ولم أعد أرى تلك الدموع كالسابق، ولكن نظرتها لي هي هي لم تتغير، سامي المشاغب المزعج الذي عليها أن تبتعد عنه لتأمن شره. فلم أتساءل إذا عن سبب أسلوبها الفظ في التعامل معي، أنا من فرض ومنذ زمن هذا الأسلوب في التعامل بيننا، ثم لم أشغل نفسي بهذا، هل أريدها أن تغير رأيها بي؟ ولم قد أريدها أن تغيره؟؟
الأيام هي التي ستمنح سامي الأجوبة التي لم يعثر عليها الآن..
*********
في المركز التجاري، كانت أمل قد بدأت تحس بالتعب من الانتقال بين محلات الملابس و الأحذية و والحلي والعطور...إلى آخره.
والمشكلة أن سلمى لا يبدو عليها أي تعب، بالعكس كلما اشترت شيئا، اكتشفت أنه لازال ينقصها أشياء، فتعود للبحث عن ما تريد في المحلات بكل نشاط و حماس. وهي تجر أمل وراءها جرا..
لم تستطع أمل المتابعة فتوقفت وهي تأن : سلمى كفاك ما اشتريت، قدماي تؤلمانني لن أستطيع متابعة السير..
ردت عليها سلمى من دون أن تلتفت إليها وهي تدقق النظر في الفساتين المعروضة على واجهة محل: - غدا صباحا سيغادر أحمد باريس، ويأتي عندنا ليراني، و لن يكون عندي الوقت بعدها للتسوق، تعلمين أن حفل زفافنا بعد أسبوعين، وبعدها سنسافر، وأنا للآن لم أبتع كل احتياجاتي..
ابتسمت أمل ابتسامة ذات معنى وهي تقول: - جيد، من المؤكد أنكما ستخرجان سويا..فلم لا تؤجلين شراء بضعة أشياء حتى يكون معك ويساعدك في الاختيار، رأيه مهم أيضا كما تعلمين..
ردت سلمى و هي تهم بالدخول للمحل:- لا..هو لا يحب التسوق، خصوصا معي..
مطت أمل شفتيها وقالت باستسلام وهي تتبعها لداخل المحل:
- لأنه يعلم أن التسوق معك من المهام الصعبة، قد تورمت قدماي من السير، وأنت لا تختارين شيئا بسهولة، علينا أن نطوف بكل المراكز التجارية حتى تجدي ما يرضيك، ثم لا أفهم لم تبتاعين كل هذا، بعد أسبوعين ستكونين بباريس، بإمكانك أن تجدي أشياء أجمل بكثير هناك..
أغمضت سلمى عينيها لثانية وهي تتمتم حالمة: كم أتمنى أن تمر الأيام بسرعة..
قاطعتها أمل ضاحكة: يا الهي !!! تحلي ببعض الحياء يا فتاة، إياك أن تتصرفي هكذا أمام أحمد، سيعلم أنك مجنونة به بهذه الطريقة، و قد لا يكون هذا لصالحك، يكفي انك تخليت عن متابعة الدراسة بالجامعة من أجله..
سلمى: هو يعلم أني مجنونة به و إن لم أقلها للآن بصراحة، وهذا لا يزيده إلا جنونا بي هو الآخر، فوفري نصائحك لنفسك يا متحذلقة، أتمنى أن أراك كيف ستتصرفين لو وقعت بحب أحدهم، سيكون أمرا يستحق المشاهدة..
عقدت أمل حاجبيها وهي تمثل الغضب: مشاهدة؟ لم؟.. هل أنا معروضة في سيرك ما أم ماذا..
ضحكت سلمى بمرح وهي تقول: لا، لكنك حالة فريدة من نوعها، تظنين أن الإنسان من الممكن أن يتحكم في مشاعره، لذا أتمنى فعلا أن أراك عاشقة يوما ما لنعرف كيف ستتحكمين بمشاعرك..
ردت أمل بثقة : طبعا مشاعري ملكي لذا من السهل أن أتحكم بها، لست مثلك تكادين تفقدين صوابك بسبب أحمد.
سلمى وهي ممسكة بيد أمل خارجين من المحل، فلم تجد ما يعجبها به : لا أدري لم أشعر أحيانا أنك تغارين منه.
أمل : أعترف.. أغار منه، لأنه سيأخذ مني صديقتي و أقرب شخص الي بعيدا، لا أدري كيف سأبدأ هذه السنة بالجامعة من دونك، وكيف سأتابع حياتي من دونك، ونحن لم نفترق منذ عشر سنوات.
اقتربت سلمى من أمل وعانقتها بقوة وتسللت دمعة رغما عنها وانسابت على خدها، ثم قالت وهي لا تزال متعانقة مع أمل : وأنا أيضا لا أدري كيف سيمر يوم علي من دون الحديث معك، لكن كوني واثقة سأتصل بك كل يوم و لن أريحك مني كما تتوقعين.
أمل بارتباك وهي تبعد سلمى عنها برفق: ابتعدي، كل من يمر ينظر إلينا، ليس هناك سبب لكل هذه الدراما..
ابتعدت سلمى مبتسمة ومسحت دمعتها وهي تقول :لم كل هذا الارتباك.. لن تتغيري أبدا، أتمنى أن يأتي اليوم الذي تفهمين فيه أن المشاعر ليست ضعفا أو عيبا أبدا يا أمل.
ردت أمل بابتسامة واسعة: لا أظن أن يوما كهذا سيأتي، وحتى إن أتى فستكونين بعيدة، لذا لن تستمتعي بمشاهدتي كما تودين.
ونظرت لكل الأكياس التي بيدها و بيد سلمى قبل أن تكمل: ومن فضلك، يكفي كل ما ابتعناه، لن نستطيع حمل المزيد.
هزت سلمى رأسها موافقة وهي تقول: فعلا، للأسف لن نستطيع حمل المزيد، علينا أن نجد سيارة أجرة الآن، تأخرنا.
خرجت الفتاتان من المركز التجاري واستقلتا سيارة أجرة، وكل منهما غارقة في أفكارها.
سلمى سرحت بعيدا، تنتظر يوم الغد بفارغ الصبر، اشتاقت لخطيبها أحمد الذي سيصبح زوجها قريبا، سرحت في أحلامها الوردية التي تجمعها معه، وكانت بذهنها تساؤلات كثيرة عن مستقبلها معه.
أما أمل فقد كانت تفكر في أن الموسم الدراسي الجديد سيبدأ قريبا، وستضطر لقضاء السنتين المتبقيتين لها في الجامعة دون صديقتها سلمى، ثم وجدت أفكارها تأخذ منحى آخر، استرجعت تلك اللحظة التي التقت فيها نظراتها بنظرات ذلك الشاب بالمكتبة، واستغربت لم تذكرته الآن؟؟
الأيام القادمة أيضا هي الوحيدة القادرة على توفير أجوبة للأسئلة التي تدور بذهن كل من سلمى و أمل..
***********
>>> يتــبــع >>> الجزء الــثانــي : -2-
وداعــا صديقتــي.. **********
استيقظت أمل على صوت طرق خفيف على باب غرفتها، فتحت عينيها ببطء، ثم قالت بوهن: الباب غير مغلق، أدخلي يا أمي..
فُتح الباب، لكنها وجدت سلمى تنقض عليها و ترمي الغطاء الذي كانت تختفي تحته بعيدا، ثم توجهت للنافذة وفتحتها بقوة، مما جعل أمل تغلق عينيها بألم، من وقع نور الشمس الذي تسلل للغرفة.
وقبل أن تستجمع قوتها لتصرخ في وجه سلمى، بادرتها هذه الأخيرة قائلة:
متى بالله عليك ستغيرين عادتك هذه ؟ألم تعديني أن تستيقظي اليوم باكرا، وتأتي لمنزلي لتساعديني في تجهيز نفسي ! أحمد سيصل على الغداء، ليس عندنا وقت.
استدارت أمل للجانب الآخر من السرير و هي مصرة على إكمال نومها : تقصدين ليس عندك أنتِ الوقت، لذا اذهبي و دعيني أنام، ولنتحدث عن إهمالي لمواعيدي في وقت آخر.
لكن سلمى أمسكت بذراعها لتحملها على النهوض وهي تصرخ: ليس شأني أنك تريدين النوم، كل ما أعرفه أنه كان عليك أن تأتي عندي باكرا.لذا انهضي الآن حالا..
نهضت أمل وهي تحاول رفع صوتها أيضا و الصراخ في وجه سلمى: كنت سآتي عندك باكرا، لو لم تظلي عندي أمس لبعد منتصف الليل، وليس على لسانك غير أحمد، و حكايات أحمد، وشوقك لأحمد، لا أدري ما هذا الحظ الذي جعل والدي يشتري منزلا ملاصقا لمنزل مزعجة مثلك.
ضحكت سلمى ورمت بمنشفة في وجه أمل وهي تقول: لا يناسبك الصراخ أبدا، أمل الهادئة دائما لا تصرخ، هيا قومي و اغتسلي، سأنتظرك تحت بالمطبخ، قد شممت رائحة كعك والدتك الشهي..
قامت أمل مسرعة بطريقة مضحكة متجهة للحمام وهي تقول: ماذا ؟حضرت أمي الكعك؟؟
خرجت سلمى من الغرفة دون أن ترد عليها، وقبل أن تغلق الباب أطلت برأسها وابتسمت بخبث ثم قالت: لا، حضرت لي الكعك، لأنني يا عزيزتي لن أترك لكي شيئا، عقابا على إهمالك المستمر لي. وانطلقت مسرعة تنزل الدرج وصوت ضحكاتها يتعالى.
صرخت أمل من الحمام آملة أن تسمعها سلمى: سلمى، إلا الكعك.. لن أسامحك إذا التهمته كله أيتها الشرهة، أتسمعين لن أسامحك.
ثم ابتسمت رغما عنها وهي تقول: سأفتقدك كثيرا يا سلمى.
**********
نظرت الموظفة بالمطار للشاب الفارع الطول الذي يقف أمامها، ثم عادت تدقق النظر في صورته على جواز السفر، وقالت بهدوء: أنت تسافر كثيرا..
أجابها الشاب بنفس الهدوء : أجل.
التفتت الموظفة الشقراء لشاشة الحاسوب أمامها ثم سألته : أحمد سيف الدين؟
رد أحمد بطريقة آلية :أجل..
رسمت الموظفة ابتسامة عريضة على شفتيها وهي تقول: وما سبب السفر هذه المرة؟
أمل!! | |
|
ابراهيم الجعفرى المدير العام
عدد الرسائل : 144 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: رد: (¯`•._ الـــحـــياة..أمـــل _.•´¯) روايــة رومــانسية راااااااااائعة 30th مارس 2008, 7:44 pm | |
| عقد أحمد حجابيه وهو يحس بالملل من أسئلتها الكثيرة: ماذا هناك لم كل هذه الأسئلة؟ أم أنها قاعدة الشك بأصحاب الملامح و الأسماء العربية؟
ضحكت الموظفة ثم قالت وهي تعيد لأحمد أوراقه: لا أبدا، قد فهمتني خطأ، أتمنى لك رحلة سعيدة..
بعد دقائق كان أحمد قد استقر بمقعده بالطائرة، أغلق عينيه مقررا أن يخلد للنوم لعل الوقت يمر بسرعة. بعد ثلاث ساعات على الأكثر سيكون مع سلمى،قد اشتاق إليها كثيرا، بمجرد أن وصلت أفكاره إليها لم يستطع غير فتح محفظته الصغيرة ،ليملأ عينيه من تقاطيع وجهها المبتسم دائما، كما في الصورة تماما، قريبا ستصبح هذه الفتاة المرحة زوجة له، كم ينتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر !
************
تحولت غرفة نوم سلمى إلى معرض للملابس ، فقد قامت بإخراج كل ما في خزانتها وبعثرته فوق السرير وعلى المكتب، حتى أرضية الغرفة امتلأت بقطع الملابس و الأحذية..
لنتحرى الصدق ، سلمى كانت قد قررت ما سترتدي اليوم منذ أسبوع، وقد كان اختيارها قد وقع على فستان أبيض مطرز بورود حمراء، لكنها لم تجد مانعا من عرض كل ما لديها على أمل، لتقرر معها إذا كان هناك ما ينقصها للآن، بالإضافة إلى أنها وجدتها وسيلة جيدة لتخفف من حدة التوتر الذي تشعر به كلما اقترب موعد وصول أحمد.
كانت الفتاتين غارقتين بتنسيق الملابس و اختيار القطع التي تتناسب مع بعضها البعض، و اختيار ما يتماشى مع كل فستان من الحلي و الأحذية، مهمة تحتاج لتركيز شديد طبعا!
لذا لم تنتبها لسامي الذي وجد باب الغرفة مفتوحا، فظل يراقبهما وعينيه تتابعان حركات إحداهما بالذات، لكن حين تيقن أنهما لن تنتبها له ولو ظل واقفا بمكانه لساعات، تنحنح في مكانه ثم قال بصوت عال متعمدا :
- هل تريدان أية مساعدة يا فتيات؟
شهقت سلمى بقوة ووضعت يدها على قلبها وهي تقول :أخفتني.. ستتسبب يوما بموتي، منذ متى و أنت هنا؟
رد سامي كاذبا : وصلت لتوي.. ثم التفت لأمل وغمز لها بعينه وهو يكمل: و أنت ألم أرعبك؟
همت أمل أن تقول شيئا لكنه سبقها قائلا وهو يضرب جبينه بيده و كأنه قد نسي شيئا مهما: يا الهي، كيف لي أن أنسى؟ أمل لا تخاف، لأنها تضع كل أحاسيسها ومشاعرها جانبا، قلبك من حجر يا أمل أليس كذلك؟
ردت أمل وقد أزعجتها كلمات سامي: لا..أنا لا أخاف، لأن تصرفاتك الصبيانية هذه لا تخيف، قد كبرت على هذه التصرفات يا سامي، الله أعلم منذ متى و أنت تراقبنا..
ضحك سامي وهو يتعمد استفزاز أمل: أنت تعطين لنفسك أهمية كبيرة، قد كنت أراقب أختي كما تعلمين ستسافر قريبا و سأشتاق إليها.
شهقت سلمى ثانية، لكن هذه المرة على كلمات سامي، فهو دائما يحب استفزازها و إذلالها، لذا من النادر أن تسمع منه مثل هذا الكلام الجميل بحقها.
أما أمل فقد قالت وهي تكتم غضبها بصعوبة: أحسدها على سفرها لسبب واحد، وهو أنها سترتاح منك. ثم أشاحت بوجهها بعيدا معلنة عن نهاية الحوار.
قالت سلمى بمرح مصطنع بعد أن أحست بحدة التوتر بين الاثنين: هل كان علي أن أبتعد عنك، لأعرف أنك تحبني لهذه الدرجة، كفاك كذبا و أخبرني ماذا تريد؟
رد سامي وهو لم يفارق أمل بعينيه: لست أنا من يريد، إنها أمي..تحتاجك بالمطبخ.
قامت سلمى مسرعة نحو الباب و هي تبعد الملابس المبعثرة في كل مكان عن طريقها ثم قالت: سأعود حالا يا أمل، ابدئي باعادة هذه الأغراض لمكانها..
خرجت سلمى من الغرفة، لكن سامي ظل بمكانه، وهو لم يبعد عينيه عن أمل بعد، هذه الأخيرة ظلت صامتة لبرهة و هي تعيد الملابس للخزانة، ظنت انه سيمل الوقوف و ينصرف،
لكنه لم يفعل لذا بادرته قائلة: ماذا الآن؟
رفع سامي حاجبيه وقال ببلادة: ماذا الآن؟
أمل بصبر : لم تنظر إلي هكذا؟
أبعد سامي عينيه عن أمل أخيرا، ثم قال وهو يحدق بالسقف: كنت فقط أتساءل عما ستفعلينه بعد أن تسافر سلمى، و أنتما الاثنتان لم تفترقا منذ مدة طويلة.
ردت أمل و قد اعتلى صوتها بعض الحزن: انه القدر، أنا أتمنى لها السعادة فقط، وسعادتها الآن مع من سيكون شريكا لحياتها.
أنزل سامي عينيه بغتة وتطلع لأمل بطريقة غريبة وهو يقول: وأنت متى ستجدين شريك حياتك؟ ألا تفكرين بالزواج؟
تفاجأت أمل لسؤاله لكنها ردت بابتسامة هادئة : لمَ تسأل.. هل تود أن تتخلص منا نحن الاثنتين معا؟ سامي وهو يستدير مبتعدا: أنت تبدين أجمل بكثير و أنت مبتسمة..ثم لعلمك قد أود أن أتخلص من أي شخص إلا أنت .
قالت أمل باندهاش: ولم؟
قال سامي دون أن يتوقف وبنبرة غامضة:ربما لأني أحب مضايقتك، هواية من هواياتي المفضلة..مضايقة أمل..وأنا لا أتخلى عن هواياتي أبدا، تيقني من هذا..
لم تدر أمل هل تحس بالغضب من كلماته، أم بالدهشة لغرابة و غموض ما يقول، وما زادها دهشة هو صوت صياح سلمى وهي تقترب من الغرفة غاضبة: سامي يا كاذب، أمي لم تطلبني، انتظرني فقط سأجعلك تندم على كذبتك هذه..
*********
- أمل ..هل هذه أنت؟
أغلقت أمل باب المنزل و ردت على والدتها: نعم أمي..
خرجت والدة أمل من المطبخ وهي تسألها: لمَ لم تظلي عند صديقتك؟
أمل : قد اتصل أحمد بهم منذ دقائق فقد حطت طائرته بالمطار، و سيكون عندهم في أية لحظة..
ابتسمت والدة أمل ابتسامة حانية و هي تقول لابنتها : كم أنا سعيدة من أجلها، وما يجعلني سعيدة أكثر هو أن فرحتها بزواجها واضحة بعينيها، أتمنى أن أطمئن عليك أنت أيضا يا أمل، و أن أرى هذه الفرحة بعينيك قريبا...
اقتربت أمل وقبلت والدتها على جبينها وهي تقول: بالنسبة لي لا أفكر بهذا الآن، تعلمين هذا يا أمي..
ثم ابتعدت قليلا و أكملت: سأذهب لغرفتي الآن ..هل تحتاجينني في شيء؟
ردت والدتها: أجل، اتصلي بسامي، أود أن يحضر لي معه بضعة أشياء من السوق و هو عائد من عمله، اتصلت بوالدك لكنه قال أنه سيتأخر كثيرا..
بمجرد أن سمعت أمل اسم سامي علت وجهها بعض أمارات الضيق، لكنها حاولت إخفاءها وردت بهدوء: سامي بمنزله الآن وليس بالعمل، أم نسيتي أن اليوم عطلة ..
قالت والدة أمل وهي تفكر : ماذا سأفعل الآن، قد قلت لأم سلمى أني من سيحضر الحلويات و الكعك، لكن هناك أشياء تنقصني.
ابتسمت أمل لوالدتها وهي تقول: لا عليك يا أمي، اخبريني بكل ما ينقصك، وسأذهب أنا للسوق..
ردت والدة أمل براحة: بارك الله فيك يا ابنتي، خذي ورقة و قلم لأملي عليك ما أحتاجه، لكن حاولي أن لا تتأخري بالرجوع.
أخذت والدة أمل تملي عليها احتياجاتها، وهي تنظر لابنتها بحنان، وكل ما تفكر به أنها تتمنى رؤيتها في كنف زوج يصونها ويحميها، فمنذ أيام وهي تشعر بقلق وخوف كبير على أمل، قلبها ينبئها بأن الحياة لن تظل مبتسمة لابنتها،وقلب الأم لا يخطئ..
********
كانت سلمى واقفة أمام المرآة بغرفتها، تتمعن مكياجها الهادئ و تسريحة شعرها الأسود الحالك ثم تمتمت : كم أنت ماهرة في هذا يا أمل، أبدو أجمل من الواقع بكثير !!
وحين سمعت طرقات على الباب تسارعت دقات قلبها، من المؤكد أن أحمد وصل، اتجهت للباب بسرعة وفتحته فوجدت سامي وعلى شفتيه ابتسامة، انتظرته أن يتحدث لكنه ظل ينظر إليها بإعجاب، فقالت بتوتر شديد: هل وصل أحمد؟
أمسك سامي بيدها وهو يخرجها من الغرفة ثم أغلق الباب ورائهما قبل أن يقول : نعم قد وصل للتو..لكن ما كل هذا الجمال الذي نزل عليك فجأة؟ !
ضربته سلمى بخفة على كتفه وهي تقول : أنا دائما جميلة..
ضحك سامي ثم قال : طبعا.. طبعا ومن قال غير هذا؟ هيا أسرعي.. فمن الواضح على أحمد انه لا يطيق صبرا ليراك..
انصبغ وجه سلمى بحمرة الخجل و عادت لتضربه، ثم قالت : أصمت.
مرر سامي أصابعه على فمه وكأنه يغلقه، فضحكت سلمى على حركته مما جعل توترها يخف قليلا.
كان احمد في غرفة الجلوس،يتحدث مع والد سامي وما ان لمح سلمى تنزل الدرج، حتى توقف الزمن بالنسبة إليه، وتعلقت عينيه بها وهو يعد خطواتها إليه..
اقتربت سلمى مطأطئة رأسها، قد غلبها التوتر و كأنها تراه لأول مرة، فطول مدة غيابه عنها هو ما جعل كليهما يترقبان لحظة لقاءهما وكأن دهورا مرت منذ آخر لقاء..
جاءها صوت أحمد الهادئ وهو يقول: كيف حالك يا سلمى؟
رفعت سلمى رأسها أخيرا و نظرت إليه، وحين تلاقت عينيها بعينيه أحست وكأنها غير قادرة على الوقوف، فحاولت الحفاظ على هدوئها و جلست على الأريكة، وهي ترد عليه دون أن تبعد عينيها عنه: بخير حال..و أنت؟ ابتسم أحمد لأنه أحس بالتوتر الشديد الذي تخفيه خلف قناع الهدوء ورد: أنا بخير..
كان سامي ينظر إليهما وعلى شفتيه ابتسامة، واقترب ليجلس هو الآخر لكن والده اعتدل واقفا ونظر له نظرة معناها –الحق بي - ، ثم قال: سأعود حالا..
ابتعد الاثنين معا ، وتركا أحمد وسلمى التي عادت تطأطئ رأسها قائلة : كيف كانت الرحلة؟
ابتسم أحمد وهو يقول: ارفعي رأسك و أنت تتحدثين.. و ساعات الرحلة مرت علي كالسنوات لأني كنت أعد الثواني لحين لقائي بك..
| |
|